الشيعة..والقرآن الكريم
 

 


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الخلق و المرسلين سيدنا ونبينا وحبيبنا و مولانا محمد بن عبد الله وعلى آله و صحابته أجمعين و على من أستن بسنته إلى يوم الدين ،،، أما بعد


في البداية يجب أن أبين لكم الكتب المعتبرة عند الشيعة والتي هي صحيحة عندهم . لكي لا يلبس عليكم أحدهم و يقول لكم ليس عندنا كتب صحيحة، لأن الروافض يحاولون أن ينكروا و يدلسوا ويقولون ليس عندنا كتب صحيحة وهذا لأن هذه الكتب كلها شركيات وكفر بالله وطعن في الرسول صلى الله عليه وسلم وآل البيت الذين يدعون محبتهم .

قال الحائري وهو من كبار علماء الشيعة " وأما صحاح الأئمة فهي ثمانية أربعة منها للمحمدين الأوائل و ثلاثة بعدها للمحمدين الثلاثة و ثامنها للحسين النوري "

وأود أن أبين لكم ما هي الصحاح الثمانية .... و هي كما يلي : -

أولاً : - كتب المحمدين الأوائل .....
1) الكافي ....... ( محمد بن يعقوب الكليني ، المعروف بثقة الإسلام الكليني )
2) الاستبصار ...... ( محمد بن حسن الطوسي )
3) التهذيب ........ ( محمد بن حسن الطوسي )
4) من لا يحضره الفقيه ..... ( محمد بن بابويه القمي )

ثانيا :- كتب المحمدين الثلاثة .....
1) الوسائل ...... ( محمد بن حسن الحر العاملي )
2) الوافي ........ ( محمد بن حسن الكاشاني)
3) بحار الأنوار ........ ( محمد بن الباقر) و هو المجلسي

ثالثاً:- الكتاب الثامن .....
1) مستدرك الوسائل ..... ( حسن النوري )

ويوجد عندهم كذلك الكثير من الكتب المعتبرة القريبة من السداد و الصحة مثل
( الأنوار النعمانية ، كشف الأسرار، الحكومة الإسلامية، تحرير الوسيلة ، فرق الشيعة ، مرآة العقول، ..... وغيرها الكثير ) وإن شاء الله سيتم بيان كل كتاب من هذه الكتب و ذلك على حسب الحاجة لها .

وعمدة هذه الكتب هي الكتب الأربعة الأولى وخاصة كتاب الكافي ،، ولا بأس أن أبين لكم أقوال علمائهم في هذه الكتب الأربعة وكتاب الكافي .

قال الكليني نفسه يمدح كتابه في المقدمة » وقلت إنك تحب أن يكون عندك كتاب كاف يجمع فنون علم الدين ما يكتفي به المتعلم ويرجع إليه المسترشد ويأخذ منه من يريد علم الدين والعمل به بالآثار الصحيحة عن الصادقين« (مقدمة الكافي ص 7).

وقال علي بن أكبر الغفاري محقق كتاب الكافي » إتفقت الإمامية على صحة ما في الكافي«.

قال عبد الحسين شرف الدين الموسوي » وأحسن ما جمع منها الكتب الأربعة التي هي مرجع الإمامية في أصولهم وفروعهم من الصدر الأول إلى هذا الزمان وهي الكافي والتهذيب والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه، وهي متواترة ومضامينها مقطوع بصحتها والكافي أقدمها وأعظمها وأحسنها وأتقنها« (المراجعات ، مراجعة رقم 110. طبع دار صادق ببيروت ) .

وقال الفيض الكاشاني بعد الثناء على الكتب الأربعة » والكافي أشرفها وأعظمها وأوثقها وأتمها وأجمعها« (مقدمة المحقق للكافي ص 9)

وقال الشيخ محمد صادق الصدر في كتابه (الشيعة ص122) « ويحكى أن الكافي عُرض على المهدي فقال : « هذا كافٍ لشيعتنا ».

وقال الحر العاملي » الفائدة السادسة في صحة المعتمدة في تأليف هذا الكتاب وتوافرها وصحة نسبتها وثبوت أحاديثها عن الأئمة عليهم السلام«
(خاتمة الوسائل 61) .


ولنا الآن أن نسأل ، متى يٌحكم على الإنسان بالردة أو الكفر ؟؟
إن من ينكر أمر معلوم من الدين بالضرورة فهذا أقل ما يقال فيه كافر أو ملحد أو زنديق أو مرتد أو طاغوت أو ما شابه ذلك من كلامات .
كمنكر الله سبحانه وتعالى أو كتابه الحكيم أو منكر الرسل والأنبياء عليهم الصلاة و السلام أو منكر الصلاة ،،،،، الخ

إن من قال بأن في القرآن نقصاً أو تحريفاً فلا شك بأنه ليس من أهل القبلة وليس
في الإسلام من شيء .
وفي ثبوت القول بتحريف القرآن للشيعة الأمامية أكبر فضيحة تهدم بنيانهم من الأساس وهذا الموضوع الشائك الخطير سالت فيه وللأسف أقلام أئمة الشيعة متقدميهم و متأخريهم .

ولنا أن ننظر الآن في مكانة القرآن الكريم عند الشيعة ، يقولون الروافض بأن قول الإمام ينسخ القرآن ويخصص عامه و يقيد مطلقه، كما قال محمد حسين آل كاشف الغطاء ، في كتابه [ أصل الشيعة و أصولها ص 233 ] ( إن حكمة التدريج اقتضت بيان جملة من الأحكام وكتمان جملة ، ولكنه سلام الله عليه أودعها عند أوصيائه ، كل وصي يعهد بها إلى الآخر لينشرها في الوقت المناسب لها حسب الحكمة ، من عام مخصص ، أو مطلق مقيد ، أو مجمل مبين ، إلى أمثال ذلك .
فقد يذكر النبي عاماً ، ويذكر مخصصه بعد برهة من حياته ، وقد لا يذكره أصلاً ، بل يودعه عند وصيه إلى وقته ) . جعلوا هنا الإمام يخصص القرآن و يقيد مطلقه ولا شك هذه طامة كبرى .
وهذا مع قول الله تبارك و تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ) [المائدة: من الآية3]

وأما عبثهم بتأويل القرآن منها أن قالوا.
قول الله تعالى ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) ) هما علي وفاطمة ، ( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ (20) ) هو النبي عليه الصلاة و السلام ،
( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَان(22) ) هما الحسن و الحسين . وهذا في [ تفسير الصافي الجزء الخامس ص 109] .

وقولهم في قول الله تعالى ( وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ (51) ) أي لا تتخذوا إمامين أثنين بل هو إمام واحد ، وهذا في
[ تفسير العياشي الجزء الثاني ص 261 ] .
وقالوا في تفسير قوله تعالى ( وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيراً (55)) . قال القمي الكافر يعني الثاني – عمر بن الخطاب – وكان علي أمير المؤمنين ظهيراً ، يعني وكان عمر على ربه علي يعني ظهيراً . وهذا في [ تفسير القمي الجزء الثاني ص 115 ] .
فهذه نبذه من تفاسير القرآن الكريم عندهم وهذه الكتب من التفاسير المعتبرة.

ولنا أن نسأل من الذي قال بالتحريف من علماء الشيعة ؟
إن علماء الشيعة الذين قالوا بالتحريف كثر ولا يسعنا أن نذكر جميع أقوالهم ، ولكن سنذكر بعض منهم .

الأول :- علي بن إبراهيم القمي – صاحب التفسير-
قال في مقدمة تفسيره صفحة 10، ( وأما ما هو كان على خلاف ما انزل الله فهو قوله " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ". فقال أبو عبد الله عليه السلام لقاري هذه الآية " خير أمة " يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين بن علي عليه السلام ؟
فقيل له وكيف نزلت يا أبن رسول الله ؟ فقال إنما نزلت " كنتم خير أئمة أخرجت
للناس " ) .

ولقد ذكر علماء الشيعة بأن القمي يقول في التحريف وقالوا ( عنده فيه غلو ) وذلك في كتاب آراء حول القرآن للأصفهاني ص 88 ، وكذلك في تفسير الصافي الجزء الأول صفحة 49 .


الثاني :- محمد بن يعقوب الكليني ، صاحب كتاب الكافي .
ولقد نسب له القول في التحريف جمع من علماء الشيعة ولأنه ذكر في مقدمة كتابه بأن كل ما في الكتاب صحيح عنده و لقد ملئ كتابه في روايات التحريف . ومن روايات التحريف في كتاب الكافي .

( عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ إِنَّ الْقُرْآنَ الَّذِي جَاءَ بِهِ جَبْرَئِيلُ ( عليه السلام ) إِلَى مُحَمَّدٍ ( صلى الله عليه وآله ) سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ آيَةٍ ) [ كتاب الكافي 2/634 ].

ومن المعلوم بأن القرآن الذي بين أيدينا اليوم قرابة الستة آلاف آية .
الثالث :- محمد بن صالح المزندراني ، وهو شارح الكافي وقد هلك في القرن الحادي عشر الهجري ، قال ( وإسقاط بعض القرآن وتحريفه ثبت من طرقنا بالتواتر معنا كما يظهر لمن تأمل في كتب الأحاديث من أولها إلى أخرها ). [شرح الكافي ، الجزء 11 ص 76] .

الرابع :- أبو الحسن العاملي ، قال ( اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها أن هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول الله عليه الصلاة و السلام شيء من التغيرات وأسقط الذين جمعوه بعده الكثير من الكلمات والآيات ) . [ مرآة الأنوار ، ص 36 ] .

وغيرهم كثير من العلماء بل ذهب بعض علمائهم أمثال ( عدنان البحراني ) قالوا بأن القول في تحريف القرآن من ضروريات المذهب ، وتجد كلام عدنان البحراني في [ كتاب مشارق الشموس الدرية ، ص 126 ] .

وأما كبيرهم الذي تولى كبر هذا الأمر و تولى نشره هو ( النوري الطبرسي ) الذي جمع جميع روايات الشيعة التي تقول في تحريف القرآن في كتاب واحد و الذي سماه " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب " .
ولنا أن نسال ماذا كان رد فعل آيات الشيعة اتجاه هذا الكتاب و المؤلف ؟ هل قتل المؤلف مرتدا ؟ هل طردوه من البلاد ؟ هل أحرقوا الكتاب ؟ لا .
بل جعلوا أحد كتبه وهو ( مستدرك الوسائل ) ثامن كتاب معتبر عندهم ، ودفنوا المؤلف في مكان مقدس عندهم يتمنى جل الشيعة أن يدفنوا هناك ولو ليوم واحد فقط ، لقد دفن في الغرفة المرزويه في بناء المشهد المرتضوي في النجف .

ولقد كتب الطبرسي في كتابه فصل الخطاب سورة الولاية ، الذين يزعمون الشيعة بأن الصحابة حذفوها من القرآن بل الخميني تمادى وأفرط وقال بأن الرسول صلى الله عليه و سلم هو من أخفاها . وسأنقل لك هنا هذه السورة المزعومة ، من كتاب فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب .

( يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالنورين أنزلناهما يتلوان عليكم آياتي و يحذانكم عذاب يوم عظيم * نوران بعضهما من بعض وأنا السميع العليم * إن الذين يوفون ورسوله في آيات لهم جنات النعيم (كذا) والذين كفروا من بعد ما آمنوا بنقضهم ميثاقهم وما عاهدهم الرسول عليه يقذفون في الجحيم * ظلموا أنفسهم وعصوا الوصي الرسول أولئك يسقون من حميم * إن الله الذي نور السموات والأرض بما شاء واصطفى من الملائكة وجعل من المؤمنين أولئك في خلقه يفعل الله ما يشاء لا إله إلا هو الرحمن الرحيم * قد مكر الذين من قبلهم برسلهم فأخذهم بمكرهم إن أخذي شديد أليم * إن الله قد أهلك عادا و ثمودا بما كسبوا وجعلهم لكم تذكرة فلا تتقون * وفرعون بما طغى على موسى وأخيه هارون أغرقته ومن تبعه أجمعين * ليكون لكم آية وإن أكثركم فاسقون * إن الله يجمعهم في يوم الحشر فلا يستطيعون الجواب حين يسألون * إن الجحيم مأواهم وأن الله عليم حكيم * يا أيها الرسول بلغ إنذاري فسوف يعلمون * قد خسر الذين كانوا عن آياتي وحكمي معرضون * مثل الذين يوفون بعهدك أنّي جزيتهم جنات النعيم * إن الله لذو مغفرة وأجر عظيم * وإن عليّا من المتقين * وإنا لنوفيه حقه يوم الدين * ما نحن عن ظلمه بغافلين * وكرمناه على أهلك أجمعين * فإنه وذريته لصابرون * وإن عدوهم أمام المجرمين * قل للذين كفروا بعدما آمنوا طلبتم زينة الحياة الدنيا واستعجلتم بها ونسيتم ما وعدكم الله ورسوله ونقضتم العهود من بعد توكيدها وقد ضربنا لكم الأمثال لعلكم تهتدون * يا أيها الرسول قد أنزلنا إليك آيات بينات فيها من يتوفاه مؤمنا ومن يتوليه من بعدك يظهرون * فأعرض عنهم إنهم معرضون * إنا لهم محضرون * في يوم لا يغني عنهم شيء ولا هم يُرحمون * إن لهم جهنم مقاما عنه لا يعدلون * فسبح باسم ربك وكن من الساجدين * ولقد أرسلنا موسى وهارون بما استخلف فبغوا هارون * فصبر جميل فجعلنا منهم القردة والخنازير ولعناهم إلى يوم يبعثون * فاصبر فسوف يبصرون * ولقد آتينا بك الحكم كالذين من قبلك من المرسلين * وجعلنا لك منهم وصيا لعلهم يرجعون * ومن يتولى عن أمري فإني مرجعه فليتمتعوا بكفرهم قليلا فلا تسأل عن الناكثين * يا أيها الرسول قد جعلنا لك في أعناق الذين آمنوا عهدا فخذه وكن من الشاكرين * إن عليّا قانتا بالليل ساجدا يحذر الآخرة ويرجوا ثواب ربه قل هل يستوي الذين ظلموا وهم بعذابي يعلمون * سنجعل الأغلال في أعناقهم وهم على أعمالهم يندمون * إنا بشرناك بذريته الصالحين * وإنهم لأمرنا لا يخلفون * فعليهم مني صلوات ورحمة أحياء وأمواتا يوم يبعثون على الذين يبغون عليهم من بعدك غضبي إنهم قوم سوء خاسرين * وعلى الذين سلكوا مسلكهم مني رحمة وهم في الغرفات آمنون * والحمد لله رب العالمين ) .


ولنا أن نسأل الآن ،،، هل يوجد بعد هذا الكفر كفر ؟؟
إن من لم يكفر من يقول بتحريف القرآن فلا يحق له أن يكفر أحداً بعد ذلك .

ونحن أهل السنة و الجماعة أو الوهابيون - كما يقول عنا الروافض – نقول كما قال الله تعالى في كتابه العزيز ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )(الحجر:9)
وقال الله تعالى ( لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيد ٍ) (فصلت:42) .

ولنرى هنا من يقول بالكفر نحن أم الروافض ،، بل هم الذين قالوا بالكفر وجاهروا فيه . وإنما نحن حكمنا عليهم بالكفر من كتبهم المعتمدة و المعتبرة لديهم ولم نلقي عليهم التهم جزافا..هذا جزء من معتقداتهم والتي بسببها حكمنا على مذهبهم بأنه مذهب كفري ،،، بل ذهب بعض علماء السنة إلى القول دين الروافض وليس مذهب الروافض . وذلك لأن جُلَّ معتقداتهم ليست من دين الإسلام بشيء مثل ( البداء، الرجعة، التطبير، العقيدة السرية بالطينة ،،،،، الخ ) .


هذا والله أعلى وأعلم واللهم صلي وسلم على أشرف الخلق والمرسلين وقائد الغر المحجلين سيدنا و نبينا وقرة عيننا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبة أجمعين و على من أستن بسنته إلى يوم الدين .

بقلم: أبومعاذ